حيث يأتي هذا اللقاء في سياق الزيارة السنوية التي يقوم بها بقشان لطلاب مؤسسته المعروفة بــ "مؤسسة حضرموت للتنمية البشرية" والتي يتم من خلالها ابتعاث الطلاب إلى أنحاء العالم.
و خلال تغطية صحيفة السلسلة لمجريات اللقاء، أكد بقشان على أن المؤسسة ماضية قدماً في اتجاه خطة 2020 الرامية إلى جعل الطالب هو من يبحث بنفسه عن المنح الدراسية، وأن جهود المؤسسة في الدعم سيقتصر في استكمال ما لم يعطَ للطالب من قبل الجهة المانحة: كتذاكر الطيران أو مستحقات ورش تدريبية، وغير ذلك، كما أشار في السياق نفسه إلى افتتاح ودعم موقع أديو يمن لنشر المنح الدراسية، حيث اعتبرها المنصة الرسمية لليمنيين الذين يتطلعون من خلالها إلى الدراسة في الخارج.
كما نوّه بقشان في لقاء سابق بالطلاب في العام الماضي إلى ضرورة بروز رواد أعمال في اليمن عامة وحضرموت خاصة، خصوصاً مع الأزمة الراهنة التي تمر بالبلاد، والتي أدت إلى شلل اقتصادي في المرافق الحكومية والخاصة.
وقد تتبعت صحيفة السلسلة خطة 2020 وتبعتها وما يجري في كواليسها، ونظرة الطلاب المبتعثين عنها.
عن مؤسسة حضرموت
تصف المؤسسة نفسها بأنها مؤسسة أهلية خيرية مدنية تنموية اجتماعية ، تنطلق في أهدافها من مفهوم أن الموارد البشرية من أهم مدخلات التنمية الاقتصادية للمجتمع , وذلك بدعم العملية التعليمية
تأسست يوم السبت 27/7/1427هـ الموافق 22/8/2006م ومقرها الرئيسي مدينة (المكلا) ونطاق عملها محافظة حضرموت وبعض المحافظات اليمنية الأخرى ضمن إقليم حضرموت.
وقد بنت المؤسسة شراكات محلية ودولية، ففي الداخل مع: وزارة التعليم اليمني، والصندوق الخيري لدعم الطلاب المتفوقين، ومؤسسة العون للتنمية، جامعتي حضرموت وعدن، ومؤسسة مبادرة الشباب، أما الشراكات الخارجية، فمع كل من جامعتي الملك سعود والملك فهد للبترول والمعادن، ومكتب التربية العربي لدول مجلس التعاون الخليجي.
تأثر مسار الابتعاث في المؤسسة
مع بداية الحرب الراهنة في اليمن منذ 2015، توقفت البعثات الحكومية والأهلية إلى الخارج، ورفضت العديد من الدول إعطاء منح لليمنيين ولو بالتعامل معهم عبر قنصلياتها في دول الجوار لليمن، وتلك الدول حسب رصدنا لها تمثلت في السعودية وتونس واليابان والولايات المتحدة والتشيك وكوريا الجنوبية، وبينما سعت دول أخرى لإبقاء الباب مفتوحاً أمام اليمن من خلال قنصلياتها بدول الجوار، أو إلكترونيا، وهذا الموقف في كل من ماليزيا وإندونيسيا وبروناي وتركيا وفرنسا والصين.
وبالنسبة لمؤسسة حضرموت فإن الكثير من بعثاتها الأكاديمية توقفت باستثناء ماليزيا وفرنسا.
ومع ذلك فقد قام بقشان بجولة في كل من الهند وتركيا وفرنسا وألمانيا وماليزيا ومصر، حيث أفضت تلك الجولة إلى توقيع اتفاقيات "تبادل ثقافي" يتم بموجبها تبني طلاب المؤسسة في هذه الدول.
والجدير بالذكر في هذا الصدد، أن الشيخ بقشان قال في عبارة له أمام الطلاب في اللقاء الأخير: في السنين القادمة سنأتي المدينة المنورة لمجرد الزيارة للحرم النبوي، حيث جاءت عبارته في تلميح منه إلى أن مستقبل الابتعاث للسعودية لن يكون موجوداً.
موقف الطلاب تجاه المستجدات الراهنة
أجرت صحيفة السلسلة مقابلة مع طلاب مؤسسة حضرموت الملتحقين بجامعة طيبة لتأخذ انطباعهم عن اللقاء الأخير الذي جمعهم بالشيخ بقشان، والتطرق إلى أوضاعهم بعد التخرج، حيث عبّر محمد البيتي عن أن الوضع غامض في ظل تضارب الأنباء بين توقف الحرب في اليمن وافتتاح البعثات الأجنبية، وبين استمرار الحرب وإغلاق الأبواب أمام دخول الطلاب اليمنيين لبعض الدول، ومن جانبه دعا مجمل الحوثري زملاءه إلى مواجهة الأمر الواقع حتى لا تظل الحيرة هي الشاغلة لفكرهم عن المقصد الذي من أجله ابتعثوا للخارج، بينما اعتبر رئيس اللجنة الإعلامية للطلاب الحضارم بجامعة طيبة عبدالله باديان أن خطوة افتتاح منصة أديو يمن جاءت في الوقت المناسب لكي تستمر مسيرة التعليم في ظل الظروف التي تشهدها اليمن.
تحركات نحو استمرار الابتعاث
تسعى منصة أديو يمن التي افتتحها رجل الأعمال بقشان قبل نصف شهر من الآن في الرياض إلى البحث عن حلول مناسبة لاستمرار حركة ابتعاث الطلاب اليمنيين في ظل الأوضاع الراهنة، لاسيما وسط إغلاق السفارات الدبلوماسية باليمن نتيجة الأزمة الراهنة، وعدم قدرة الحكومة اليمنية على الابتعاث في ظل توفير الحكومات الأجنبية الدعم الكامل لطالب المنحة.
وفي حديث سابق أجراه الصحفي حسن البيتي مع مؤسس المنصة "عبدالله الغرابي" وتم نشره في صحيفة المندب نيوز الإلكترونية، قال الغرابي: تتملك منصة إديو يمن فريقاً متكاملاً من الشباب المبتعثين والمهتمين برسالة إديو يمن في تقديم كل ما يسعى لبناء وتطوير التعليم في اليمن وتقديم المعلومات للطالب اليمني لشق طريقه نحو المستقبل.
ماذا ينتظرهم؟
بين مخاوف الطلاب المبتعثين والتحركات الساعية لإنقاذ حركة الابتعاث ... هل ستظل المنظمات الأهلية والطلاب عموماً يراهنون على توقف الحرب في اليمن أم سيبذلون المزيد من الجهود الأكاديمية لإيجاد قنوات ابتعاث في دول العالم، خصوصاً أن بعض الدول أوقفت استقبال طلاب اليمن، ودولاً أخرى نقلت تعاملاتها إلى دول الجوار اليمني؟
وهل يفكر خريجو مؤسسة حضرموت بالعودة للوطن في ظل الأوضاع الراهنة أم سيتخذون سبلاً كفيلة للحيلولة دون ذلك؟
ليست هناك تعليقات