(و آمنهم من خوف)
اتصل بي أخي في ابريل 2016 فرحاً بتحرر مديتنا "المكلا" بشرق اليمن من الارهاب الذي عصف بها سنة كاملة بعد وقوعها بأيدي الجماعات المتطرفة ، التي ترى إبان حكمها أنها الممثل الوحيد للإسلام، و غيرها كفار، فعلوا الافاعيل و صاحوا: الله أكبر، و لم يكن من أفعالهم سوى نهب المال العام و الخاص، وسفك دماء المسلمين.
و
عندما تم الاجهاز عليهم بفضل الله ثم بتدخل قوات التحالف العربي بقيادة المملكة
العربية السعودية، يخبرني أخي عن نعمة الأمن التي فقدوها سنة كاملة، قائلا: بالأمس
لا يأمن أحدنا إذا خرج من داره أيعود حياً؟ ... أما اليوم فقد صار الواحد منا جندي
لأمن الوطن. فتذكرت في تلك اللحظة وصايا إيمانية عن ذلك.
يقول
النبي صلى الله عليه وسلم:
(مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ
يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا) لم يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بنعمة يراها أولوية للمؤمن إلا بنعمة الأمن على النفس و الأهل و الطريق، و هي دعوة
الخليل إبراهيم عليه السلام (رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِناً).
الأمن
مصدر للاستقرار الاجتماعي و الازدهار الاقتصادي، فقد امتن الله على قريش بذكر
تجارتهم ثم ذَكرَ مصدر ذلك (الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ).
الأمن
مسؤولية جماعية، و جاء الاسلام بالأمن لأهله و لغير أهله، قال تعالى: (وَإِنْ أَحَدٌ
مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ
أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ) و المأمن هنا
لكل مشرك كان مقاتلاً للمسلمين ثم استجار بهم في ديارهم، فكيف بالمسلم المسالم!؟
أما
الجماعات الارهابية، فلم نجني منهم غير صيحات الثكالى و الارامل و الايتام، و
البيوت المدمرة، و أخرجوا مناطق عن الازدهار الحضاري و جعلوها مستنقع للإفساد، و
الضحية هم المسلمون.
أن
الواجب يقتضي الضرب بيد من حديد على قوى الارهاب، فالإرهاب لا دين له ... والأمن و
الوطن فوق الجميع، و علينا أن نحميه، و الإ لا نستحق العيش فيه.
المقالة فازت بجائزة (أفضل مقال) من قبل قسم الاتصال والإعلام بجامعة طيبة

ليست هناك تعليقات